(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)
أرى أنه إذا خرجت هذه الدابة العظيمة، فإنها تسم المؤمن والكافر, فأما المؤمن، فإنها تسم جبينه فيضيء، ويكون ذلك علامة على إيمانه, وأما الكافر فإنها تسمه على أنفه فيظلم، علامة على كفره.
السؤال الأول: من تتوقعون أن يكون أول مؤمن تسمه هذه الدابة؟
السؤال الثاني: من تتوقعون أن يكون أول كافر تسمه هذه الدابة؟
الدابة وحش, وأختلف العلماء في الأقوال عنها.
الأصل الأول: أنها من فصيلة ناقة صالح.
القول الثاني: أنها الجساسة المذكورة في حديث تميم الداري في قصة الدجال. وهذا القول منسوب إلى عبد الله بن عمر.
القول الثالث: أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة. وهذا القول نسبه القرطبي إلى ابن عباس رضي الله عنهما منقول من كتاب النقاش[2]، ولم يذكر له مستندا في ذلك وذكره الشوكاني في تفسيره.
القول الرابع: أن الدابة إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم، لينقطعوا، فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. وهذا القول ذكره القرطبي، ورده بأن الدابة لو كانت إنسانا يناظر المبتدعة لم تكن الدابة آية خارقة وعلامة من علامات الساعة الكبرى.
برأيي أن القول الرابع هو الصحيح وأرى أن هذه الدابة قد خرجت منذ أيام حسب رؤية مناميه والله يستر.