الهدهد...الهدى والهدايه

السلام عليكم
قال تعالى
۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)

هدنا يعنى تبنا وانبنا
ولا شك بوجود فرق بين التوبه والهدايه
التوبه تتعلق بالندم والعوده من طريق خطا الى جاده الصواب
اما الهدايه فهى تمهيد الطريق وازاله العقبات قبل المسير فيه
قال تعالى
اهدنا الصراط المستقيم
يعنى مهد لنا طريقا اليك وخذ بايدينا اليك فلا نخطىء الطريق

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

يعنى شهر رمضان نفسه هدى
يعنى هدى الاولى تعود على الشهر نفسه  وليس على القران

أعتقد هدًى الأولى حال القرآن في الجملة الفعليّة (أو ممكن تكون مبنيّة لأنّها منتهية بألف مقصورة).. ولهذا هي منصوبة مع التنوين.. ولا تعود على رمضان الأولى.. رمضان الأولي مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة المقدّرة على آخره لأنّه (نسيت: أظنّه ممنوع من الصرف لسبب نسيته أو على وزن فعلان)..
من رمضانَ إلى رمضان ولا تقول من رمضانِ

ابحث عن إعراب القرآن لهذه الآية..

{شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضًا أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}.
(شَهْرُ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو.
(رَمَضانَ) مضاف إليه مجرور.
(الَّذِي) اسم موصول في محل رفع صفة.
(أُنْزِلَ) فعل ماض مبني للمجهول.
(فِيهِ) متعلقان بأنزل.
(الْقُرْآنُ) نائب فاعل والجملة صلة الموصول.
(هُدىً) حال منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف المحذوفة وتقديره: هاديا.
(لِلنَّاسِ) متعلقان بهدى.
(وَبَيِّناتٍ) عطف على هدى.
(مِنَ الْهُدى) متعلقان ببينات.
(وَالْفُرْقانِ) عطف على الهدى.

معاك يا سمنودى بس تامل الايه ستجد
ان كلمه هدى مكرره مرتين ويستحيل التكرار فى القران لغير غايه وسبب
يعنى بدايه الايه تتحدث عن شهر رمضان ثم جاءت كلمه هدى الاولى وانت تقول لا انها تعود على القران طيب هدى الثانيه فى قوله تعالى - وبينات من الهدى تعود ايضا على القران
اعتقد ان الامر مختلف عن ذلك
لان هدى الاولى تعود على الشهر وليس على القران
والدليل هو فى قوله تعالى عن هدى شهر رمضان فى اخر الايات
ولتكملوا العده ولتكبرو الله على ما هداكم
والتكبير باجماع العلماء هو فى العيد بعد تمام شهر رمضان وليس بعد تمام القران
يعنى قوله ولتكبروا الله على ما هداكم -اى على ما هداكم الى شهر رمضان وليس القران
والله اعلم

أنا فهمت الأخيرة "لتكبّروا الله على ما هداكُم إليه في شهر رمضان\أو في القرآن" لأن "ما" نكرة جائت عامّة و شاملة لتعني "كُلّ ما هداكُم إليه"، أي لتكبّروا الله على ما أنزل عليكم من الهدى و الصلاح في نفوسكم و قلوبكم و قد تكون لتُكبّروا الله في العيد على ما هداكُم إليه في رمضان.
"هُدًى" الأولي لأنّها حال الفاعل أو نائب الفاعل في الجملة الفعليّة المبنيّة للمجهول فهي كأنّها إجابة على سؤال "لماذا أُنزِل القُرآن" : "أُنزِل القُرآن كي يكون هُدًى للناس" (أي كي يكون هداية للناس)..
"الهُدى" الثانية هي مُعرّفة و المعنى يختلف عن الأولى.. معناها هو أن القرآن فيه "بيّنات من الهُدى" أي آيات مُبيّنة من الهُدى الذي عند الله أي الكلام الذي عند الله. هي تصف أن القرآن فيه "بيّنات من الهُدى" و فيه "من الفرقان" أي أن فيه شيئين مختلفين: الأوّل "بيّنات من الهُدى" والثاني "بيّنات من الفرقان".. أي فيه آيات مُوَضِّحة مُبَيِّنة تهدي القلوب و النفوس إلى الله وإلى الطريق الصحيح وفيه آيات من الفُرقان أي الطريق الصحيح و ما يفرق بين الحق والباطل و الحلال والحرام و .... (إلخ..)
هذا مفهومي الشخصي ويجب دائماً العودة لأقوال العلماء المُفسّرين مثل الشعراوي و كذلك إعراب و تفسير القرآن..

خليك معايا واحده واحده بس
سوف اسلم لك ان الهدى الاولى والثانيه تعود على القران
طيب على هذا الاساس هتكون الايه بالشكل الاتى
شهر رمضان اللذى انزل فيه القران وهذا القران فيه هدى للناس وهدى اخر فى البينات وهدى فى الفرقان 
لكن هدى الاولى لا شك انها تعود على شهر رمضان لذلك جاءت نكره لان رمضان لا يطلق عليه شهر الا اذا ولد هلاله وظهر فى السماء كما ان به ايضا ليله القدر وهى مجهوله فى كل سنه تاتى فى ليله مختلفه
اما هدى الفران وبينات القران وبينات الفرقان لابد ان تاتى معرفه بالالف واللام لانها وبلا اى شك وبلا اى ريب من كلام الله
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)

فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ


بخلاف الشهر فيكون مجهولا فى البدايه ثم نستطلع لنعرفه

لخبطّتني!
يبقى شهرُ رمضان (شهرُ مبتدأ و رمضان مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف لأنّه على وزن فعلان: مش فاكر صيغة الإعراب في هذه الحالة بالضبط) الذي أنزل فيه القرآن (وشبه الجملة من الإسم الموصول و الجملة الفعليّة إمّا في محل جرّ صفة لرمضان أو محل رفع صفة لـ "شهرُ" أو محل رفع لخبر الجملة الإسميّة).... هُدىً إمّا خبر الجملة الإسميّة لو كان الإسم الموصول و جملته صفة لرمضان أو حال للجملة الفعليّة لـ "أُنزِل" و تكون حال للقرآن أي أن القرآن أُنزِل و حاله أنّهُ هُدىً للنّاس.. فهُناك ما يُنزَل عقاباً مثل "مطر العذاب" و "القذف من السماء"، وهُنا القرآن أُنزِل هُدىً.
في النهاية: لا بد من مراجعة إعراب تلك الآية حسبما أقرّ العلماء.. فأنا نسيت حاجات كتيرة في النحو من حوالي 30 سنة.. و مش متأكّد إذا كان هناك خبر أوّل و خبر ثاني لنفس الجملة الإسميّة أم لا.. ما صدّقت خلّصت ثانويّة عامّة علشان أبعد عن اللغة العربيّة! لم يكُن لي في النثر والشعر والبلاغة و كانت الأمور في البلاغة تختلط عليّ! حتّى المُسمّيات لا أذكر معظمها (فاكر السجع و الكناية و وزن البيت - لكن الفرق بين الكناية والتشبيه والحاجات التانية المكلكعة دي كان عقدة حياتي - وزن البيت كنت باحبّه علشان نوع من أنواع الحساب والتحليل)
وإن كُنت ما زلت أميل أن "هُدىً" الأولى هي حال للجملة الفعليّة التابعة للإسم الموصول..