أقول أولا هناك سؤال أهم وأولى وهو "ما موقع المهدي من الموحد؟".
والجواب أن موقعه موقع عظيم، وهو موقع التصديق به في جملة التصديق بما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أخبار غيبية ستقع في آخر الزمان، كأشراط الساعة والفتن والملاحم.
وأما موقعه من التوحيد فقد أخبر الله تعالى أنه سيكون أحد أسباب التمكين في زمن قريب من الساعة، فالتمكين يكون بأقوام على عقيدة سليمة ومن بين هؤلاء الناس يكون أمير منهم سليم العقيدة، فأخبر الله تعالى بأنه في آخر الزمان سيتوفر هذا الأمر، ونبأنا بطرف من أخبارهم، فليس المهدي يأتي بدين جديد وإنما شأنه كشأن عمر بن عبد العزيز رحمه الله مثلا، رجل يؤتيه الله الملك ويقوم في هذا الملك بحقه بعد أن كان من يقوم بالملك قبله لا يصنع هذا، فيحيي الله به من السنة ما شاء الله.
ولكن علمنا من نبئه أنه ستكون في أيامه وإمارته أمور غريبة وملاحم، نؤمن بها كما جاءت وكما أخبر بها الصادق صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما السؤال الرئيس الذي يحتاج لعلماء مخلصين، فنسأل الله أن ييسر لنا عالما ربانيا يجيب عليه.
والذي أعلمه في الرؤى أن الرؤيا الحسنة من الله ويرويها صاحبها لمن يحبه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولو أن شخصا يحبك، ولأنه يحبك روى لك شيئا من هذا، ثم رأيت فيه اتكالا أو عجبا أو شيئا من هذا، فقد وجب عليك أن تنصحه والدين النصيحة، فذكره بالحسنى وبلطف بالله، واتل عليه بين الفينة والفينة أطرافا من سير الصالحين، فانظر لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم -ورؤياه حق- أنهما يخلفان الناس بعده فيقومان بحق الأمة، وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن عمر يأخذ من العلم بعده بحظ وافر، بل وبشرهما بالجنة، ثم هما لا يأمنان مكر الله، ولا يفتران عن العمل، ولا يتكلان على الرؤى والبشارات وعلى ما قدما من عمل يفضل على عمل كل من جاء بعدهما من الأمة رضوان الله عليهما.
وفي كتب الزهد لأئمتنا كابن المبارك ووكيع وأحمد وأبي حاتم وأبي داود وأسد السنة والبيهقي خير كثير يفيد من طلب الهداية إن شاء الله.