الحمد لله {الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25] وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد: منذ سنين طويلة وأنا أدين الله بما جاء على لسان مشايخ الصحوة الوهابية حتى تشبع عقلي وقلبي بعقيدتهم ومنهجم وسلوكهم تجاه الخالق وتجاه الخلق وكنا نطبق منهج الوهابية حذو القذة بالقذة ولذلك عندما ظهرت الجماعات الجهادية ناصرناها وأيدناها لأن هذا أمر طبيعي لكل من اتبع المذهب الوهابي وكان آخر جماعة أيدناها ودافعنا عنها (تنظيم الدولة داعش) -غير أنني لم أتلبس بشيء من أعمالها- وكنا نعتبرها أفضل جماعة تمثل الإسلام والمذهب الوهابي تحديدا وخصوصا عندما صارت لها دولة وخلافة على زعمهم ولم نكن نعلم حينها أنها لعبة دولية ضد الإسلام والمسلمين وكانت الأداة فيها داعش وغيرها من الأنظمة والجماعات المغفلة..
ولكنّ الله ينقذ المخلصين الباحثين عن الحقيقة اتباع سلمان الفارسي رضي الله عنه والأشعري رحمه الله ولذلك كانت بداية رجوعي الى مذهب أهل السنة والجماعة عندما كنت أكتب بحوثا في الفقه وأرجع الى كتب الفقه المقارن وكتب السلف وكل مسألة أكتب فيها أجد أن أقوال ابن تيمية ومن بعده ممن عاصرناهم من مشايخ الحجاز وغيرهم ضعيفة بل شاذة خصوصا أن ابن تيمية خالف علماء الأمة في بعض المسائل العقدية والفقهية. ثم إنني بقيت فترة من الزمن باحثا في كتب المتقدمين خصوصا في مسائل العقيدة: المسائل التي حصل فيها لغط كبير وخلافات أدت الى التكفير والاقتتال بين المسلمين فكانت الصدمة أن جميع ما كنا ندرسه في مسائل الصفات ومسائل الايمان والكفر وغير ذلك جانبنا فيها الصواب والسبب الرئيسي في مجانبتنا للصواب هو أننا جعلنا ابن عبد الوهاب وابن تيمية وابن القيم السقف في بيان الشريعة حتى كنا لا نقبل أقوال السلف اذا عارضت أقوالهم!
وإني أعلن براءتي من كل شيء خالفت فيه مذهب السلف أو أثنيت به على داعش.
وأعلن براءتي من كتابي (أبو حنيفة النعمان في ميزان السلف) (الذي نشرته مؤسسة الوفاء للإنتاج الإعلامي المتمثلة بمديرها حسين وترجم الى اللغة الفارسيّة) وإني أترحم على أبي حنيفة النعمان، وأعترف أن مذهبه يمثل مذهب أكثر المسلمين.
وأما بقية الكتب التي كتبتها في الفقه وغير ذلك فإني لم أتبرأ منها وقد بينت فيها رأي المذاهب الأربعة وأنا أدين الله بها.
وإني أدعو جميع الوهابية على اختلاف مشاربهم العودة الى الجادّة وقراءة كتب السلف التي تملأ الدنيا وترك الرجوع الى أفراد من الأمة يظنون أنهم على الحق وبقية الأمة على ضلالة. وقد منّ الله عليّ فهداني الى طريق الحق عام 2020م والله الهادي الى سبيل الرشاد، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو ظافر الحنبلي
أبو زيد القرشي سابقا.
السلطان قطز زائر
موضوع: استغفر الله واتوب اليه الأحد فبراير 14, 2021 11:04 pm