القدرة على تجاوز الظاهر ورؤية الباطن تفصل البشر إلى فريقين في آخر الزمان ..
قصة الخضر والنبي موسى عليه السلام هي درس شامل لنا وخصوصا في أهمية تجاوز ظاهر الأحداث لرؤية الحقيقة في باطنها ، هذه القصة درس للناس في جميع الأزمان خصوصا في آخر الزمان الذي يصبح فيه الفاصل بين الظاهر والباطن مدجلا بحيث يصعب رؤيته ولايكاد يراه احد حيث لايستطيع الكثير من الناس التفريق بين الحق والباطل والخبيث والطيب وهكذا يكتفي معظم البشر بالأخذ بالظاهر الذي هو يختلف أو بعكس الباطن الذي فيه العلم وحقيقة الاشياء المختفية [ المدجلة ] وراء ظاهرها ، قصة النبي موسى والخضر عليهما السلام هي درس شامل للناس في جميع الأزمان وخصوصا آخر الزمان ، خلاصته حتى نصل إلى العلم الحق الصحيح يجب علينا دائما ان نتجاوز ظاهر الاشياء ونعرف حقيقتها التي تكون مختفية ( مدجلة ) وراء هذا الظاهر وعادة تكون تختلف عن هذا الظاهر إن لم تكن الحقيقة بعكس الظاهر وهذا يحتاج الرغبة الصادقة بمعرفة الحقيقة والقدرة على التأني والصبر وعدم الأستعجال ، في آخر الزمان يكون أمرا مصيريا أن نصبر ونتأنى ونرغب ونسعى ونستطيع ونقدر على رؤية حقيقة الأشياء المختفية وراء ظاهرها لأن الدجال وجنوده من الناس ( ومنهم جنوده وتابعيه من بني جلدتنا ) سوف يأخذوننا في رحلة خداع رهيبة نفقد فيها ديننا ودنيانا إذا أخذنا فقط بظاهر الأشياء.
الأمر الآخر الذي سوف ينتج عن الاختلاف الهائل بين الظاهر والباطن في آخر الزمان هو أمر مرعب حقا لم يحدث قط في تاريخ البشر وهو ان الناس سوف ينقسمون إلى فريقين في آخر الزمان احدهما الأقل عددا بعدد قليل جدا من الناس الذي يستطيع ان يتجاوز ظاهر الأشياء ويرى حقيقتها المختلفة والمختفية وراء هذا الظاهر والفريق الآخر هو اكثر البشر الذين لايستطيعون رؤية باطن الأشياء وحقيقتها المختفية وراء هذا الظاهر .
شيء مرعب حقا عندما يكون كل واحد من الفريقين يعيش عالما مختلفا عن عالم الفريق الآخر .
كل من يعرف حقيقة العالم اليوم يرى ويدرك ويعيش هذا الأنفصال العجيب ،
يعيش كل فريق بتفكير وعقل وإدراك يختلف تماما وغريب وغامض عن الآخر .. كمثال :
︎الفريق الاقل عددا يرى هذا العالم الغريب الذي نعيشه اليوم وتحكمه حضارة المسيح الدجال الأوربية يلمع من الخارج ولكنه لا يتوقف على هذا الظاهر لأنه يعرف أن هناك شيئا في غاية الشر يختفي وراء هذا الظاهر وهكذا هو يتجاوز هذا الظاهر اللماع ليرى الحقيقة المرعبة لهذه الحضارة المتعفنة الفاسدة المفسدة الغاية في الشر والتي هي الحضارة المصيدة التي تخدر وتأخذ كل واحد من الناس في رحلة خداع رهيبة تخدره في هذه الرحلة وتهيئه لخروج مسيحها الدجال،
اما الفريق الآخر وهو أكثرية البشر فيكتفي بالظاهر اللماع ويبدأ برؤية عالم جميل لم يكن مثله من قبل ويقوم بنسخ هذه الحضارة المتعفنة في نفسه ويتبعها وهكذا تخدره وتأخذه في رحلة خداع رهيبة يغرق فيها بدينه ودنياه .
عندما نجمع شخص من الفريق الأول وآخر من الفريق الثاني ونحاول ان نجعلهما يدخلان في حوار حول هذا الموضوع فسوف نكتشف بعد وقت قصير انهما يعيشان كل في عالم مختلف عن الآخر ولاعلاقة له به ، الأول يجاوز الظاهر ويرى الباطن والحقيقة المختفية وراء هذا الظاهر الدجال بينما الثاني يرى فقط الظاهر ولايستطيع تجاوزه إلى الباطن والحقيقة وراء هذا الظاهر ويتصرف على هذا الاساس وهكذا لن يحدث أي تفاهم او فهم او تواصل بين هؤلاء لأن كل واحد يعيش في عالم (وبعد) آخر مختلف وبعكس عالم الطرف الآخر.
الاعجب من ذلك كله هو انه في آخر الزمان الذي نعيشه اليوم والأسوأ القادم علينا ، تجد رجلين مسلمين كلاهما يصلي ويصوم ولكن عندما تنظر لحياتهما وسلوكهما تجد كل واحد منهما في عالم خاص و (بعد) مختلف عن الآخر او بكلمات أدق تجد ان كل واحد منهما كأنه يتبع دين مختلف عن الآخر ،
الأول / مسلم مؤمن يتبع القرآن والسنة في حياته جميعها ، بصيرته ترى الظاهر من الاشياء ولكنها تتجاوز هذا الظاهر نحو باطن الاشياء الذي يخفي حقيقتها المختلفة تماما او عكس ظاهرها، مثلا هذا المسلم المؤمن يستطيع ان يرى كافر على جبين الدجال الكافر المحارب الاوروبي فيبتعد عنه ويعتزله كما يعتزل الطاعون ويحرص ان يكون مخالفا له بكل شيء ، بينما المسلم الآخر / يصلي سريعا وهو يقلب هاتفه الجوال في صلاته ولايصدق الانتهاء منها لينهض سريعا وكذلك يفعل مع صيامه ويمشي مفتونا في مادية دنياه وزخرف حضارة دجاله الاوربي لايسأل ولايراجع فيها شيء بل يتبعها ويقلدها وينسخها في نفسه واهله ويصبح مخدرا يمشي نائما في فتنة حضارة الدجال الاوربي ، بصيرته عمياء لايرى سوى الظاهر في الاشياء ويستغرب بل يسخر من ان هناك حقيقة مختلفة للأشياء لأنه هكذا تعلم في حضارة الدجال الاوربي (الممسوحة العين ) التي لاترى ولاتعرف سوى الظاهر المادي وهكذا اصبح هو كذلك نسخة منها يرى بعين واحدة.
في هذه اللحظات نحن نعيش واحدة من فساد واحدآث آخر الزمان التي يصنعها ويقوم بها الدجال الاوربي والتي يختلط فيها الدجل والوهم مع الحقيقة وتتطلب تجاوز ظاهرها ورؤية تفاصيل ومكونات حقيقتها المختفية وراء ظاهرها الدجال حتى نستطيع رؤية والتمييز بين عناصر الدجل والوهم وعناصر الحقيقة في هذا الفساد الجديد المسمى فايروس كورونا والذي هو جزء من مايسمى ( الحرب البيولوجية ) وحرب ( الإرهاب والتخويف والفوضى ) التي يشنها الدجال الاوربي وجنوده ( ومنهم جنوده من بني جلدتنا ) على بقية البشر .
اخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام ضمن احاديث كثيرة انه يأتي اليوم الذي يختلف الأخ مع اخيه من امه وأبيه في الدين وهذا واضح اليوم عندما يكون احدهما يتبع القرآن والسنة بدون شريك والآخر يتبع في دينه مذهب او طائفة او حزب او فرقة وتصبح الهوة واسعة بينهما في الدين وكأن كل واحد منهما يتبع دينا مختلفا ، القدرة على تجاوز ظاهر هذا الأمر المهول ورؤية حقيقته هو الوسيلة إلى حبل النجاة في هذا الوضع العجيب الغريب الذي نشهده اليوم بيننا ، المسلم المؤمن الذي يريد معرفة الحق واتباعه يستطيع بكل سهولة ان يتجاوز ظاهر هذا الأمر الغريب ويرى بسهولة ان اتباع الناس القرآن والسنة وحدهما دون شريك آخر هو اساس واصل الاسلام وحبل النجاة بينما المسلم الآخر الذي يريد اتباع الناس وهواه وتحقيق رغبته وماتشتهيه نفسه بغض النظر عن الحق والباطل سوف يتوقف على ظاهر هذا الأمر الغريب ويستمر في العمى عن حقيقته ويستمر في عصيانه لأساس ومبدأ الاسلام وهو ان المسلم يتبع القرآن والسنة وحدهما فقط دون شريك آخر.
اتباع القرآن والسنة في جميع حياتنا يضمن لنا بإذن الله تعالى عدم التحول الى ( ممسوحي عين ) لانبصر سوى بعين واحدة وهي عين الظاهر والمادة في حضارة ( المسيح ) الدجال الأوربية المتعفنة الفاسدة ( المسيحة العين) التي لاتبصر سوى بعين الظاهر والمادة والملموس فقط ...
منقول للفائدة
من طرف علي بابكر اليوم في 11:13 pm
موضوع: لاتنظر بعين واحدة 
