شرح المعبر بدر البختان لكتاب البدر المنير "الدرس الأول"
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
تسنيم الحياة مفسّر مجتهد تحت التدريب
المساهمات : 50 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/11/2023
موضوع: شرح المعبر بدر البختان لكتاب البدر المنير "الدرس الأول" الجمعة أبريل 26, 2024 5:15 pm
هذا مما شرحه المعبر بدر البختان لكتاب البدر المنير للشهاب العابر في مستهل دورته العلمية الأولى:
س1/ما هي الروح؟ الروح من أمر الله ، لا يمكن أن يعرفها مَلَكٌ مقرب و لا نبيٌ مرسل و لا أحدٌ من البشر ، و هذا مما اختص الله به في علم الغيب. و هذا ممكن أن يُفيد في معرفة الحلم من الشيطان و حديث النفس. و هذا لا يفيد في الرؤى بشئ فهو مثل الإسرائيليات(يعني الجهل فيها و العلم لا يضران على حدٍ سواء).
س2/ما هي أقسام الرؤى؟ الرؤيا على قسمين: القسم الأول: (صحيح) و هو ما كان من اللوح المحفوظ ، و هو الذي تترتب عليه الأحكام (يقصد أحكام الرؤى) و (الصحيح)ينقسم أيضاً إلى قسمين:الرؤيا الصالحة - الرؤيا الصادقة. فالرؤيا الصالحة:هي التي تأتي على ظاهرها و لا تحتاج إلى تعبير أو تأويل ، و يعتقدون أنها مباشرة من رب العالمين ليست بواسطة مَلَك. و الرؤيا الصادقة:هي المرموزة (أي مضمرة المعنى أو باطنة المعنى) بخلاف الرؤيا الظاهرة. و إذا كانت الرؤى من اللوح المحفوظ (أي غير مرموزة) ففي الغالب أنها تقع سواء عبّرت أم لا. و إذا كانت الرؤى من صحف الملائكة (أي رؤيا صادقة) فتدخل فيها مسألة "القدر المعلق" للتوضيح: القدر المبرم هو ما كان بيد الله سبحانه و تعالى ، و القدر المعلق هو ما كان بأيدي الملائكة ، و القدر المعلق يغيره الدعاء ، أما القدر المبرم فهو أمر الله واقعٌ لا محالة و لا يغيره الدعاء و كلا القدرين بأمر الله.
القسم الثاني: (الفاسد) و هو الذي لا حكم له و هو خمسة أقسام : [1]حديث النفس: و هو أن يحدث الإنسان نفسه في اليقظة شيئاً فيراه في المنام ، و كذلك العادة (أي الشئ الذي اعتاد الإنسان على فعله فيرى في المنام أنه يفعله ، فمثلاً:شخص معتاد على قراءة ورد معين من القرآن ، فيرى في المنام أنه يقرأه) فهذا ليس له تعبير ، و هو جزء من حديث النفس. [2،3،4،5]الأخلاط ، و هي أشياء اندثرت في زماننا ، فنادراً ما تأتي في المنام ، و لكن قد تأتي مثل هذه الأشياء أشياء من غلبة النفس ، فمثلاً: شخص نام و هو عطشان فيرى في المنام صحراء و شمس شديدة و سراب فهذه من الأخلاط و ليس لها تعبير ، أو مثلاً شخص نام و هو خائف جداً فيرى في المنام أنه قُبض عليه أو أنه سيقتل إلخ.. فليس لها تعبير.
ملحوظة:كل واحد من الأقسام الفاسدة إذا رؤي معه زيادة يُنظر في هذه الزيادة ، فإن كانت من جنس الفاسد فلا حكم لها ، و إن كانت من غير جنسه (أي صحيحة) فيُترك الفاسد و يتكلم في الزيادة. و المقصود أن بعض الرؤى قد يختلط معها حديث النفس فيترك الحشو فيها و يؤخذ ما له تعبير.
أنواع الرؤيا عند مصنف الكتاب أربعة:
الأول:المحمودة ظاهراً و باطناً. كالذي يرى أنه يكلم الله عز و جل او أحد الملائكة أو الأنبياء عليهم السلام في صفةٍ حسنة او بكلامٍ طيب. و كمن يرى أنه يجمع جواهراً او مآكل طيبة أو يرى كأنه مطيعاً لربه عز و جل و نحو ذلك. شرح مصنف الكتاب : الرؤيا لا يُعرف جيدها من رديئها إلا الخبير في هذا الشأن (المعبر) ، فلا يلتفت المعبر عما اعتقدته النفس خيراً بفرحها برؤيتها حين الرؤيا ، و لا تكون رديئة لكون الرائي فزع منها ، بل تعتمد على أصل من أصول الرؤيا. و معناه أن الرائي إذا قام من الرؤيا على آذان الفجر او سعيداً أو حزيناً فكل ذلك لا يؤثر في التعبير ، و هذا الأصل.
الثاني: المحمودة ظاهراً المذمومة باطناً. كسماع الأغاني أو شم الأزهار أو من يرى أنه تولى منصباً عالياً لا يليق به فهو رديء. و القرينة: لأن سماع الأغاني يفعله الإنسان ليذهب همومه ، أو لأن ذلك يحتاج إلى نفقات. و لأن الأزهار غالباً تطلب لأصحاب الأمراض. و هذه قاعدة مهمة في علم التعبير :"كل ما هو مرصدٌ لشيء كان إعلاماً بوجود ذلك الشيء" فمثلاً: معروف بين الناس أنه عندما يزور الشخص مريضاً فإنه يحضر له ورد فلو رأى مثلاً في المنام ورد (و هو مرصد لشئ "زيارة المرضى") ، فهو دليل غالباً على وجود مرضى "إعلام بوجود ذلك الشيء" و ربما دلت الأشياء السابقة على الخير إذا كانت هناك قرينة في الرؤيا تصرفها من المعنى الرديء إلى المعنى الجيد.
الثالث: المذمومة ظاهراً و باطناً. كمن يرى في المنام حية لدغته أو ناراً أحرقته أو سيلاً أغرقه أو تهدمت داره أو تكسرت أشجاره فإن ذلك رديء ظاهراً و باطناً بدلالة الهم و النكد ، و هذا الواضح.
الرابع: المذمومة ظاهراً المحمودة باطناً. كمن يرى أنه ينكح أمه او يذبح ولده فإنه يدل على الوفاء بالنذر و الحج و مواصلة الأهل و الأقارب و على رد الأمانات. وطأ المحرمات يعني أنه سيطأ بيت الله الحرام و كذلك في الديانات الأخرى عند من يعتقد بحرمة مكان و نحو ذلك. و دليل ذبح الولد قياساً على قصة الخليل إبراهيم عليه السلام. ملحوظة: فعل المحرمات في المنام لا يعني بالضرورة أنها تدل على شيء سئ فالرؤى تختلف عن الواقع ، فما يحصل في المنام من رموز و ضرب للمثل يختلف عن الواقع الذي تجري عليه الأحكام الشرعية ، فالمنام لا يؤخذ منه شرائع و الرؤى لا يؤخذ منها أحكام شرعية.
الغالب في الرؤى المبشرة أن يتأخر تفسيرها ، و ذلك من كرم الله سبحانه و تعالى يبشر بالخير قبل وقوعه لتفرح النفس بوصوله ، و هذه قاعدة غير مطردة (يعني لها استثناءات) ، و لكن هذا الأصل. و ربما يقدم تفسيرها لأمرٍ ضروري يحتاج إليه الرائي(فهذه من الاستثناءات) ، مثل: ما ذكر في كتاب حلية البروء : أن إنساناً ملأ كفه فكيه و استفرغ في قدرته من المعالجة فلم ينفع معه أي علاج ، فتركوا معالجته ، و سلم الرجل نفسه للموت ، فرأى في النوم شخصاً قال له تمضمض بعصارة الخس ، ففعل ذلك فبريء. و الغالب في الرؤى الرديئة أن يراها قرب وقوعها أو بعد وقوعها ؛ لكيلا يضيق صدره ، فإن رأى أحدٌ ذلك من الرؤى الرديئة فللمعبر أن يسأله : هل جرى لك شيء من الشر مما تدل الرؤيا عليه ، فإن كان جرى قبله قليلاً فهو تفسيره ، و إلا فيجري فيما بعد.
من تختص به الرؤيا:-
[1] قد تختص بالرائي وحده. كمن رأى أنه طلع إلى السماء و لم ينزل منها (هذا رمز) ، وكان مريضاً (هذا قيد) فالتفسير أنه سيموت. و إن لم يكن مريضاً فالتفسير أنه سيسافر. و إن كان يصلح للولاية تولى أو دخل دور الأكابر.
[2]و قد تختص بالرائي و غيره. كمن رأى أن ناراً أحرقت داره و دور الناس فتعبيرها يعني مرض أو ظلم من الحاكم أو موت أو فتنة تعم الجميع.
[3]قد لا تكون لمن رُئيت له بل لغيره من أولاده أو أبويه أو أقاربه أو معارفه المتعلقين به. كرجلٌ رأى أن أباه احترق بالنار فمات الرائي و احترق أبوه بنار غم. و كآخر رأى أن أمه ماتت فتعطلت معيشته ؛ لأن أمه كانت سبب دوام حياته كالمعيشة. و كآخر رأى أن آدم مات ، فمات أبوه الذي كان سبب وجوده. و كمن رأى أن بصره تلف فمات ولده الذي هو قرة عينه.
•و ربما دلت أشياء على شئ واحد. كرجلٌ رأى أن الشمس انكسفت ، و رأى آخر كأن البحر انشق ، و رأى ثالثاً أن سوراً أو موضع عبادته خرب ، و رأى رابع أن جبلاً عظيماً تهدم ، ربما دلت جميعاً على موت كبير ، كملك أو عالم أو متولي ، فيكون تكرار ذلك دليلٌ على موت أو هلاك. •و ربما دل الشئ الواحد على أشياء. فإن من أكل رمانة من المرضى مات (رمانة=مات"بحذف الراء و النون") بالتصحيف. و إذا كان ملكاً فهي بلد أو يحكم على بلد (لأن الحبوب مثل الناس تصفى مثلما يصفى الناس). و لمن كانت حاملاً فهو ولد. و للتاجر عقدة مال (لأن شكلها كعقدة المال).
قواعد مهمة في تعبير المنامات:
القاعدة الأولى: المنام الواحد يختلف باختلاف لغتين. كالسفرجل عز و جمال و راحة لمن يعرفه بلغة الفرس ؛ لأنه بلغتهم "بهي". و هو للعرب و من يعاشرهم دالٌ على السفر و الجلاء (سفرجل = سفر / جلاء).
القاعدة الثانية: المنام الواحد يختلف باختلاف الأديان. كمن يرى أنه يأكل ميتة ، فالميتة مال حرام أو نكد عند من يعتقد تحريمها ، و هي رزق و فائدة عند من يعتقد حلها(هذا قيد).
القاعدة الثالثة: المنام الواحد يختلف باختلاف الأزمان. فالاصطلاء بالنار و التدفي بالشمس و ملابس الشتاء و استعمال الماء الحار و نحوه لمن مرضه بالبرودة أو في الفصل البارد خيرٌ و راحة ، و في فصل الصيف أمراضٌ و نكد.
القاعدة الرابعة: المنام الواحد يختلف باختلاف الصنائع. فلبس السلاح أو العدد لمن يعاني من البطالة خدمة ، و للمقاتل نصر ، و للرجل العابد بطلان عبادته.
القاعدة الخامسة:المنام الواحد يختلف باختلاف الأماكن.
القاعدة السادسة: المنام الواحد يختلف باختلاف عادات الناس. فحلق اللحية أو الرأس لمن يستحسن ذلك خير ، و عند من لا يستحسنها شرٌ و نكد.
القاعدة السابعة: يختلف باختلاف المعايش و الأرزاق. فلبس القماش المرقع أو العتيق للطباخين و الوقادين دالٌ على دار معيشتهم ؛ لأنهم لا يلبسون ذلك إلا وقت معيشتهم ، و هو دون ذلك في حق من سواهم. و لبس النظيف يدل على بطلان معيشتهم ؛ لكونهم لا يلبسونه إلا أوقات بطالتهم.
القاعدة الثامنة:يختلف باختلاف الأمراض. فالحلوات لأرباب الأمراض الحارة طول مرض و نكد ، و الحامض لهم خير و شفاء. و الحلوات للسالمين خير ، و الحامض لهم مرض و نكد.
القاعدة التاسعة: يختلف باختلاف الحياة و الموت. فلبس الحرير و الذهب مكروهٌ للرجال ، و هو للميت دليلّ على حرير الجنة. القاعدة العاشرة: يختلف باختلاف الأصول.
ملحوظة: [1] يُعتبر في الرؤيا ألفاظ الناس و أحوالهم.
[2]هناك فرق كبير جداً بين تعبير الرؤيا و الاستنباط من الرؤيا. فمثلاً: عُرضت رؤيا من امرأة ، و تعبير الرؤيا أن الله يرزقها بحمل ، و الاستنباط: نوع الجنين أو احتمال أن يكون له اسم معين أو أنها حامل في الشهر الرابع مثلاً ، و هذه كلها استنباطات ، و هي مختلفة عن التعبير و لا تضر ، و لها مزايا و فوائد منها : الاستئناس بأن التعبير صحيح.
[3]التصحيف و الاشتقاق: هو تغير في الكلمة أو أن تخرج من الكلمة معاني أو تنقص حروف أو حركات أو تزيدها ، أو التعجيم ، مثل: القطن=الفطن الموز=الموت النحل=النَحَل( الوهن و الضعف) مريم=مر يمر و هكذا...
[4]اتفق أهل علم عبارة الرؤيا على أن التصحيف لا يُبتدأ فيه (يعني لا يُعبّر فيه ابتداءً).
شمس يعجبه هذا الموضوع
شمس
المساهمات : 82 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 08/10/2022
موضوع: رد: شرح المعبر بدر البختان لكتاب البدر المنير "الدرس الأول" الجمعة أبريل 26, 2024 11:59 pm
شكرا على الشرح، معلومات قيمة بارك الله فيك.
تسنيم الحياة يعجبه هذا الموضوع
تسنيم الحياة مفسّر مجتهد تحت التدريب
المساهمات : 50 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/11/2023
موضوع: رد: شرح المعبر بدر البختان لكتاب البدر المنير "الدرس الأول" السبت أبريل 27, 2024 2:00 pm
شكرًا لك على تقديرك وكلماتك اللطيفة! يُمكنكِ العثور على المزيد من هذا النوع من المحتوى المفيد في الفيديو المرفق بالأسفل، حيث تم استلهام الشرح منه.
شمس يعجبه هذا الموضوع
شرح المعبر بدر البختان لكتاب البدر المنير "الدرس الأول"