بسم الله الرحمن الرحيم
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المثال الاوحد للكمال البشري وعلى الرغم من هذا فعلمه هو وحي من الله سبحانه وتعالى (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) ومن هنا نزلت سورة الكهف تربية له وللامة من خلفه وتناولت اربعة مفاهيم العلم المال القوة وارادة الله وحكمته
العلم وهذا مابدأت به السورة وكلنا يعلم سبب النزول ولماذا تأخر الوحي تربية للرسول وهو المثل الاعلى ان كل شيئ بيد الله ومشيئته وماعلمك يا محمد الا من عند الله فلا تغتر وتتبع الهوى
وثانيها المال وهنا ضرب الله مثلا صاحب الجنتين حيث اخذته العزة والكبر على صاحبه ونسي ان مايملك ما كان الا ان يشاء الله وتمثل ذلك بقول صاحبه(و لولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لاقوة الا بالله) فكان عقاب الله ومكره ولا يأمن مكره الا الخاسرون
وثالثها القوة حيث اتى ذكر ذو القرنين لكن ما اوتي من قوة ما هو الا من عند الله ومسخر لخدمة ارادته وتذكر على ما اوتي ذو القرنين من اسباب القوة الا ان الله لم يجعل له سلطانا على قوم يأجوج ومأجوج الا ان بنا سدا
والدرس الرابع ارادة الله وحكمته وذكر هذا في قصة العبد الصالح الذي اوتي رحمة وحكمة من الله وعلمه من عنده علماً ليعلم سيدنا موسى ان العلم والحكمة بيد الله يؤتيها من يشاء على قدر ما يشاء
ولن يكون لاحد من البشر العلم المطلق فهو لله وحده
فكان ان البشر لايفضل بعضهم بعضا عند الله لا بعلم ولامال ولاملك ولاقوة انما هي التقوى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وكان هذا جليا في السورة بقوله سبحانه ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا)
فان كان هذا فبما سيفضلكم المهدي ان كان الله يختاره ليقود امة محمد صلى الله عليه وسلم( الانقى والاطهر في زمانه الصادق الامين ) أبعلمه الغزير ام ماله الوفير ام انه ملك ذو قوة سيظهر على باقي الامراء والملوك
ان كان الله من يختاره لكم فسيكون اكرمكم عنده وما المعيار هنا الا التقوى لله الجبار
اما العلم والمال والقوة والملك فهي من عند الله يؤتيها من يشاء وينزعها ممن يشاء والمهدي اولى بها واحفظ لها في زمانه والاقدر على استخدامها لنصرة الله وعباده وكان وعدا على الله نصر المؤمنين والارض يورثها عباده المؤمنين وهنا ارادة الله وعلمه وحكمته ورحمته فهو الذي اختاره من الازل لزمانه مكانه الذي فيه ينتصر الحق ويزهق الباطل وتدين الارض لله الواحد القهار.