بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ (1) ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ , ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ , ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ (2) فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ , ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ: فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوحَبْوًا (3) عَلَى الثَّلْجِ , فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ
هذا الحديث اخذ من الدراسة .. الشئ الكثير .. ولكن للان ما زال الخلاف والاراء فيه كثيرة وغير متفق عليها .. واليوم ان شاء الله ندرسة بطريقة مغايرة لكل الدراسات السابقة .. دراسة اول مره تكتب في تاريخ المنتديات الاسلامية
اول نقطة .. فهم ما يعني كنزكم .. معروف ان معنى الكنز .. هو كل شئ مدفون او مخبى او غير مشاهد له قيمه كبيرة عند الكثير ..
وانواع الكنوز ثلاثة وهي كالتالي :
1 -كل كنز يتكون من ذهب فضة مجوهرات اموال اثريات قطع تاريخية مخفية او مدفونة او نادرة يعتبر كنز..
2- اي مخطوطات او كتب سماوية او القران او الاحاديث اي اثر ادبي او تاريخي او ديني قيم نادر يعتبر كنز ..
3- الرجال او الفرسان النادرين في افكارهم او سلوكهم او دعوتهم يعتبر كنز ومثل ذلك الانبياء والصالحين ورجال الحرب .. وفي الحديث ( كنوز الطالقان، كنوز ولا كنوز من ذهب ولا فضة، بل هي رجال كزبر الحديد )
هذه هي الثلاثة البنود التي تضم كل معنى الكنز .. ولكن ما مشكلة العلماء في تعريفهم للكنز هذا بالذات بطريقة مختلفة ..
- ففي رأي يقول وفسروا معنى كنزكم .. تعني ( ملككم) وهل يقصدون هذه الكلمة بالفتح او بالكسر .. اذا كان بالفتح فهي تعني منصب كرسي الحكم.. واذا كانت بالكسر .. فهي تعني رجل .. يكون هو ملك او خليفه على الناس .. من يجلس على الكرسي
- الرأي الثاني .. يقول الكنز وهي عند ابن كثير الكعبة .. وانا استغربت لهذا الرأي .. كيف تكون الكعبة كنز وهي شئ مشاهد معروف موصوف لا يستطيع الاخرين التصرف بها او الاستيلاء عليها او تحديد قيمتها ان كان قيمة معنوية او قيمة مادية .. ولكن عند البحث عن كلمة الكعبة فهي تعني اشياء اخرى .. ليس مجرد بناء من حجر .. الكعبة رمز لشئ عظيم وسماوي مصنوع من الياقوت الاحمر.. وكذلك الركن والمقام .. ليس كما فكرنا مجرد مقام ابراهيم عليه السلام وركن جدار الكعبة .. الركن والمقام .. ياقوت ابيض
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ , طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا , وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ "
- الرأي الاخير .. وعند الكثير يعتقد ان المقصود بالكنز هنا .. هو الكنز الي ينحسر على الفرات .. وهذا بالطبع مستحيل .. لان بالاصل هناك احاديث نهت عن الاخذ منه .. فاصبح المؤمنين والمسلمين لا قيمة له ولا يمكن يكون كنز ..
- الرأي الحديث .. ان هذا الكنز او الاختلاف على سدنه البيت او الكعبة .. وهذا رأي مردود .. كون هذه السدانة تشريف وليس قضية يختلف الناس عليها او يريد يكون هو صاحب الحق .. كون ولي الامر هو من يحدد وهو المتحكم في هذا الشأن
ما لفت انتباهي في الحديث .. ان في الحديث كلمات مشفره.. مثل ( رايتموه ) و(بايعوه ) وهي كلها تأكيد على شخص محدد مخفي او مخبى على الناس اذا عرفته وشاهدته ضروري الذهاب اليه لكي تبايعه ..
من هذا والله اعلم .. ان معنى كنزكم .. تعني المهدي .. لان بالاصل الحديث كله مركب على معرفة شخص محدد وهو المهدي .. وهو كنز الامة الذي يقوم بانهاء الجور والعدل بين الناس وارجاع للامة قوتها وهيبتها .. ولغزها العلماء بكلمة ( الكعبة ) وكلمه ( ملككم ) اي الملك او القائد او الخليفه من ال البيت او صاحب الكعبة الذي يتم مبايعته بين الركن والمقام وهما جيم وسين ..
الجزيئة الثانية من الحديث لمعرفتها .. منهم ابن خليفه .. وما تعني هذه الجملة .. ومتى بالاصل يكون هذا الحديث سابقا او الان في اخر الزمان وباي مرحلة من مراحل التاريخ الاسلامي ..
ذكر في الحديث (ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ) وهذه الجملة حقيقة مركبة وملغزه .. لماذا احتاج كلمة ( كلهم ) كان ممكن يقول .. ( ثلاثة ابناء خليفه ) وعند مطابقة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقران .. بحسب طلبة منا في فهم الاحاديث ومعرفة صحتها .. تفاجئت ان كلمة ( كلهم ) لا تعني جميعهم .. لان القران الكريم .. يذكر بعد كلهم كلمة جميعهم .. قال تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ) وقال تعالى (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ )
حقيقة تفاجئت .. ما تعني كلمة ( كله او كلهم ) هي تعني تخصيص للنوع .. فعندكم الملائكة كثير من الانواع والخلق منهم خلقي بشري او انس ومنهم خلق من الجن او الجان ومنهم خلق من نور الخ .. وعندكم في الارض هناك خلق انسان وخلق من جن وخلق من جان وخلق هجين واسود وابيض واحمر الخ .. فنحن انواع كثيرة .. لو يريد الله كان امنت كل هذه الانواع جميعا .. و سجدت كل انواع الملائكة اجمعون .. لذلك كلهم تعني تخصيص .. فعندكم ابليس واتباعه وهم نوع مختلف في الخلق لم يسجد ولم يدخل ضمن كل انواع وفصائل الملائكة التي سجدت ..
هذا يوضح ان الثلاثة كلهم .. ليس ابناء رجل واحد او حتى نسب واحد او قبيله واحده .. حتى ممكن يكون احد الثلاثة امراه او طفل .. فنحن نقول جاء القوم كلهم جميعا .. اي بنسائهم ومشائخهم واطفالهم جميع هؤلاء القوم .. وفي الحديث ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وناله ) فكل هي على الدم والمال والعرض جميعا للمسلمين وقولة تعالى ( كل نفس ذائقه الموت) اي الانس والجن والحيوانات والملائكة وغيره .. اعتقد وضحت هذه الجزئية ..
السؤال اذا كان هؤلاء الثلاثة ليس ابناء شخص واحد .. فماذا يعني بكلمة (ابن خليفه)
كلمة ابن من مشتقاتها البناء اي الصنع .. فقد وردت في القران الكريم .. بمعنى ولد وبمعنى بناء
قال تعالى (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) وقال تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ)
وكون ورد بعد كلمة ابن كلمة خليفه .. فهي تحدد شخص وكلمة خليفه .. ليس فقط تعني والي او حاكم او ملك .. بل اصلها تعني .. نسل جديد من الخلق .. فعندكم ابونا ادم عليه السلام .. خلق بالاصل وجعله الله سبحانة وتعالى خليفه في الارض .. والسبب ليس فقط ليكون ملك على مخلوقات الله او الكائنات ولكن من اجل ايجاد ذرية وسلاله جديدة من صلبه تكون مهيمنة على مخلوقات الله سبحانة وتعالى .. قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وقال تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) اذن من هذا كلمة خليفه تعني ادم او نسب او سلاله .. فعندكم ادم عليه السلام كان خليفه .. ونوح عليه السلاح كان خليفه وابراهيم عليه السلام كان خليفه .. وكل الانبياء وصولا الى سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وسلم .. كانوا خلفاء .. اي اصحاب ذرية وامم مختلفه تكون من نسلهم وصلبهم .. قال تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)
من هذا يتضح ان كلمة .. ابن خليفه .. تعني ولد شخص خرج من صلبه عدد من الاسر والعائلات .. مثل بني هاشم او بني امية او بني العباس او قريش او حمير او قحطان وغيره.. يعني شخص كان سبب في وجود سلاله او عائلة كان لها شأن في التاريخ .. وعند مراجعة النصوص الاخرى من مخطوطات وغيره .. يتضح ان المقصود بكلمة ابن خليفه .. ثلاث رايات من صلب ثلاثه قبائل عربية
السؤال منهم هؤلاء الثلاثة الاشخاص الي يقتتلون عند المهدي او على المهدي ..
في احدى المصادر او الروايات يقول (علامة خروجه، تختلف ثلاث رايات: راية العرب، فياويل لمصر وما يحلّ بها منهم وراية من البحرين من جزيرة (أوال) من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة) وايضا في حديث (غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَرَّبُوذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: «وَيْلٌ لِلْجَنَاحَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ , وَيْلٌ لِلرَّأْسِ مِنَ الْجَنَاحَيْنِ» , قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: وَمَا الْجَنَاحَانِ؟ قَالَ: الْعِرَاقُ وَمِصْرُ , وَالرَّأْسُ: الشَّامُ)
اذن الي بيقتتل عند المهدي او عليه ثلاث دول ( الدولة الاولى .. مصر من الامصار وهي راية العرب .. والرايه الثانية دولة قطر والرايه الثالثه الشام وهو الرأس ..
عن علي قال: ستليكم أئمة شر أئمة فإذا افترقوا على ثلاث رايات فاعلموا أنه هلاكهم
(ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ) في هذه الفقره .. المقصود هنا الكنز او المهدي .. اي لا يصبح او يكون مع طرف من هؤلاء الثلاثة المقتتلين .. او يشارك معهم .. وفي رواية اخرى يقول هذا الحديث .. ( على كنزكم ) اي القتال على المهدي نفسه كل طرف يطلبه لنفسه او يريده يكون معه .. لذلك نجد من صفات المهدي ( ان الفتن تلبسه ولا يلبسها ) اي يكون جزء منها ولكن لا يشارك فيها ..
ثم يكمل الحديث بقولة ( ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ (2) فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ) اي يتدخل طرف رابع في القتال وهم اصحاب الرايات السود .. وفي هذه الجزئية يقول يقتلونكم ولم يقول يقتلونهم .. اذن المعنى بالقتل من قبل الرايات عامة الناس والمسلمين اثناء عملياتها ضد احد او كل الاطراف الثلاثة .. والسؤال ماهو هذا القتل المختلف والذي لم يقوم به احد من قبل .. اذن قتال الرايات السود ليس مواجهه .. ولو كان مواجهه فمهما استخدم من سلاح او تدمير فلا يعتبر مختلف .. لم يقتله قوم قط .. تعني اختلاف في اسلوب قتل الناس .. وهي ما نسمية اليوم بالسيارات المفخخة والعمليات النوعية والاغتيلات التي يروح في عشرات القتلى ..
اخر جزئية من هذا الحديث .. (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوحَبْوًا (3) عَلَى الثَّلْجِ , فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ) اي اذا شاهدتم هذا الكنز فبايعوه .. كونوا من انصاره .. واكده في اخر جزئية ..فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ.. والمقصود هنا المسلمين الذي تقوم الرايات السود بقتلهم اشد قتل .. والغريب والجزئية التي لم ينتبه اليها احد ولم يفكر بها احد من قبل ان كلمة ( ولو حبوا على الثلج ) المقصود بها الرايات السود .. وليس المسلمين المقتولين او الذي معنين بكلمة رايتموه.. فكيف هذا .. المفروض (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ >>ولو حبيتم<< عَلَى الثَّلْجِ وليس حبوا على الثلج .. وعند البحث عن هذه الكلمة .. فاصحاب الرايات السود يتثاقلون او يتاخرون في مباعية المهدي ..
فحقيقة الامر هناك رايتين سوداء .. الاولى وهي راية ضلاله تاتي من المشرق ولا يستبعد انها احدى جماعات تنظيم القاعدة .. والراية الثانية .. هي راية ولد العباس الجديده والتي تطلب الاحاديث بالذهاب اليها والانضمام اليها لانه راية هداية .. فيرجع جزء كبير من الراية الاولى السوداء تحت رايته وتصبح راية هداية ..
وقد وضح هذه الجزئية الحديث التالي :
31486 - عن سعيد بن المسيب قال: لما فتحت أداني خراسان بكى عمر بن الخطاب فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين وقد فتح الله عليك مثل هذا الفتح قال ما لي لا أبكي؟ لوددت أن بيننا وبينهم بحرا من نار سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إذا أقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان جاءوا بنعي الإسلام فمن سار تحت لوائه لم تنله شفاعتي يوم القيامة
عندما يشاهد المهدي كل هذه الاطراف في اقتتال وفتن واختلاف بين الناس .. يسلطه الله عليهم ويخلق راية جديده رايه هدى .. يبدء من خلالها غزو هذه الدول وانهاء الفتن والملوك المظلين فيها ..((فعند هلاكهم سلط عليهم رجل من ولد العباس اسمه اسم نبي لا ينال من الأمر شيئا يسيرا برايته رجل من قحطان في أسنتها النصر)) فينضم المفتونين والمضليين الي تحت الرايات السود الاخرى .. الى راية المهدي او تنظم عدد من الفصائل من تنظيم القاعدة الى تحت راية المهدي وتبايعه على ان يكون واليها ..
هذا والله المستعان