المساهمات : 1875 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 05/09/2019
موضوع: نقد كتاب 22فضيلة لمن صام عرفة الثلاثاء يوليو 20, 2021 8:22 am
نقد كتاب 22فضيلة لمن صام عرفة الكتاب تأليف أحمد مصطفي وهو من أهل العصر وقد حدثنا فى المقدمة عن كثرة فضائل صوم يوم عرفه فقال: "المقدمة الحمد لله مدبر الليالي والأيام، ومصرف الشهور والأعوام، الملك القدوس السلام، المتفرد بالعظمة والبقاء والدوام، المتنزه عن النقائص ومشابهة الأنام. أخي في الله: هل تريد مغفرة الذنوب وتكفير السيئات؟ .. وهل تطمع حقا في دخول الجنات؟ .. وهل ترجو صدقا رحمة بارى البريات؟ .. وهل تبتغى فعلا إجابة الدعوات؟ إن أردت ذلك حقا، فصمت يوم عرفة صدقا، لحظيت بأجر كريم، وخير عميم، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. والآن .. هل تعلم كم فضيلة لصوم يوم عرفة؟ .. وكم صح في فضل صومه من أحاديث خاتم الأنبياء؟ .. فلو علمتها لطرقت بابها لتكون من الأتقياء ..." الغريب هو أن كل أحاديث صوم غير رمضان هى مناقضة لكتاب الله فالله لم يأمر بصوم غير رمضان فى قوله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وقد اعتبر الصوم عقوبة لمن يرتكب الذنوب فكيف أتت لنا كل الروايات التى تحض الناس على صوم التطوع أيا كان ؟ معنى كون الصوم عقوبة على الذنوب هو أنه لا يستحب صومه لأنه اتهام صريح للصائم صوم التطوع أنه ارتكب جرائم أى عصيانات لله اختراع صوم التطوع هو بدعة ولا تصح رواية من الروايات المنسوبة للنبى (ص)فيه أين ذكرت لأنه لم يقلها ولم يعمل بها لأن النبى(ص) لا يخترع أحكام تشريعية من عنده كما قال تعالى : " قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى" والعجيب أن الله وضع للأجور العمل قواعد فى القرآن لا يمكن أن تخالفها أى رواية وهى : العمل غير المالى بعشر حسنات كما قال تعالى ط من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" العمل المالى بسبعمائة حسنة أو الضعف ألف ,اربعمائة حسنة كما قال تعالى : " مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء" أجر الجهاد أعظم من أجور الأعمال كلها كما قال تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" إذا كل ما يروى عن أجور مخالفة لما قاله الله كذب لأنه كذب فى الأخبار أولا كتاب أحمد مصطفى هذا كتاب لا قيمة له لأن الرجل عمل كما يقول المثل " القرعة تتباهى بشعر ابنة أخيها" فالرجل زعم وجود22 فضيلة لصوم يوم عرفه بينما الروايات التى جاء بها ليس فيها سوى رواية واحدة عن ذلك الصوم المزعوم وبقية الروايات فى صثوم رمضان والآن لاستعراض ما ذكره : "وإليك الآن اثنتين وعشرين فضيلة لصوم يوم عرفة .... إن رغبت بها وعملت لها كنت من الفضلاء بإذن رب الأرض والسماء: (1) صوم يوم عرفة إخوتي المؤمنين .. من هدى النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم - (2) صوم يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية والباقية، فلن تر لها من باقية: فعن أبى قتادة - رضي الله عنه - "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صيام يوم عرفة، فقال: يكفر السنة الماضية والباقية" (رواه مسلم)" والخطأ أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟ زد على هذا أن الصوم فى الحج بين الله أنه يكون ثلاثة أيام فى مكة لمن ليس معه هدى أى ذبيحة وسبعة أيام وهذا يعنى أنه يصوم عيد العيد واليومين بعده وهو أقصى مدة يمكثها بعد الحج كما قال تعالى : "واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى" وفى الصوم لعدم وجود الهدى قال تعالى : " فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام" ومن ثم لا يوجد صوم قبل الحج وإنما بعده طبقا للآيات وألان مع روايات الصوم الرمضانى التى لا علاقة لها بصوم عرفه : (3) صوم يوم عرفة يبارك في سحوره، وليست هذه كل أجوره: فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحروا فإن في السحور بركة" (متفق عليه) (4) سحور المسلم ليلة عرفة مخالفة لأهل الكتاب الأشقياء: فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" (رواه مسلم) (5) سحور المسلم ليلة عرفة سبب في رحمة الله .. كما بشر بذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فعن ابن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين" (حسن: الصحيحة: 1654) وقال البخاري في صحيحه عن أبى العالية: الصلاة من الله عز وجل: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، وقيل: الرحمة، وقيل: رحمة مقرونة بتعظيم) (6) تعجيل الفطر يوم عرفة من علامات الخيرية، فهل يزهد في هذا الأجر أحد من البرية؟! فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" (متفق عليه) (7) تعجيل الفطر يوم عرفة لا يزال صاحبه على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -: فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تزال أمتى على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم" (صحيح: الصحيحة: 2081) (9، تعجيل الفطر يوم عرفة من علامات إظهار الدين ومخالفة المغضوب عليهم والضالين: فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون" (حسن: صحيح الترغيب:1067) (10) دعاء الصائم يوم عرفة لا يرد بإذن الله .. كما بشر بذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد ودعوة الصائم، ودعوة المسافر" (حسن: الصحيحة: 1797)" تذكر رد دعاء الوالد نوح (ص)لابنه ثم أكمل فقال: (12،11) صيام يوم عرفة (وغيره من النوافل) من سمات أهل الصيام الأتقياء، الذين وعدوا بدخول جنات النعيم، وبالمغفرة والأجر العظيم: فقد قال تعالى: " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما" (الأحزاب:35) وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ... ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان" (متفق عليه) (13) صيام يوم عرفة جنة، فهل تعي ذلك الأمة؟ فعن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله عز وجل:" كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزى به، والصيام جنة، .... الحديث" (متفق عليه)" الغريب هنا أنه قص الحديث ولم يذكر أن الرواية تقول أن أجر الصوم عشر حسنات ثم قال: (14) خلوف فم الصائم (يوم عرفة) أطيب من ريح المسك عند الله، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في ما يرويه عن ربه ومولاه:" .... والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ... " (متفق عليه) (16،15) للصائم (يوم عرفة) فرحتان، كما قال نبينا العدنان - صلى الله عليه وسلم -: " .... للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه" (متفق عليه)" وبعد الانتهاء من روايات رمضان ذكر لنا روايات فى صوم غير رمضان فقال: (17) من صام عرفة كان كمن صام عشرة أيام (ثلث الشهر) كما قال عليه الصلاة والسلام:" من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله" (صحيح: صحيح الجامع: 6324) لأن الحسنة بعشر أمثالها. (18) صوم يوم عرفة يشفع لصاحبه يوم الدين، كما قال نبينا الأمين - صلى الله عليه وسلم - "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان" (صحيح: صحيح الجامع:3882) (19) صائم يوم عرفة يباعد الله وجهه سبعين خريفا عن النار، كما صح عن النبي المختار - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا" (متفق عليه) (20) صائم يوم عرفة تباعد منه جهنم مسيرة مائة عام، كما قال عليه الصلاة والسلام:" من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام" (حسن: صحيح الجامع:6330 - 2137) (21) صائم يوم عرفة يجعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين الأرض والسماء، كما قال سيد الأنبياء - صلى الله عليه وسلم -:"من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض" (صحيح: الصحيحة:563): الروايات الثلاث السابقة كل منها يناقض الأخر فى أجر المباعدة فمرة70 سنة ومرة100 سنة وهى هنا مباعدة زمنية والرواية الثالثة أتت بمباعدة مكانية وهى الخندق الذى طوله كالفرق بين السماء والأرض وهو تناقض لا يمكن جبره ولا التوفيق بينه أبدا مهما حاول الموفقين الذى يريدون أن يظهروا الإسلام كأنه ضلال من خلال التوفيق بين الروايات المتناقضة التى لا يمكن جبرها ثم أكمل الروايات فقال: (22) من ختم له بصوم يوم عرفة دخل الجنة، كما قال سيد الأمة: " ... ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ... الحديث" (صحيح الترغيب:976)" وفى النهاية طلب منا التنافس فى شىء لم يشرعه الله بل حرمه فى الحج لأن الحج المفروض فيه أن يكون أكل وشرب كما قال تعالى : "ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير" يقول فى ختام الكتاب : "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون لقد شوقتم إلى الفضائل فهل اشتقتم؟، وزجرتم عن الرذائل وكنتم في سكر الهوى فهل أفقتم؟، فلو حاسبتم أنفسكم وحققتم، لعلمتم أنكم بغير وثيق توثقتم، فاطلبوا الخلاص من أسر الهوى فقد جد الطالبون. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون إخواني، توانيم وسير الصالحين حثيث، وصفت أعمالهم وبعض أعمالكم كدر خبيث، وكم نصحناكم ولربما ضاع الحديث، فهل أراكم تتفكرون. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون أيقظنا الله وإياكم لمصالحنا، وعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا، واستعمل في طاعته جميع جوارحنا، ولا جعلنا ممن يرضى بالدون. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وأخيرا إن أردت أن تحظى بمضاعفة هذه الأجور والحسنات فتذكر قول سيد البريات: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) [مسلم] فطوبى لكل من دل على هذا الخير واتقاه، سواء بكلمة أو موعظة ابتغي بها وجه الله، كذا من علقها على بيت من بيوت الله، ومن طبعها رجاء ثوابها ووزعها على عباد الله، ومن بثها عبر القنوات الفضائية، أو شبكة الإنترنت العالمية، ومن ترجمها إلى اللغات الأجنبية، لتنتفع بها جميع الأمة الإسلامية، ويكفيه وعد سيد البرية: ((نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)) [صحيح الجامع: 6764]" وقطعا لا أنصح أحد ان ينشر هذا الكلام حتى ولو كان اتفق عليه الفقهاء لأنه إضلال للناس عن الحق فالقوم تركوا كلام الله إلى كلام وضعه الكفار على لسان النبى(ص) وهو لا يمكن أن يقوله لتعارضه مع نصوص القرآن