إيش بيكم يا زلمات؟
موسى عليه السلام لمّا هرب من مصر كان دخل على كل الحاسبات عند شرطة فرعون و مسح صورته منها.. فما استطاعوا طباعة صورته وتوزيعها على النّاس.. كما إن كارت التتبّع اللي كان مزروع في رقبته أخرجه بسكّين.. فما كان بمقدرة رجال فرعون معرفة وين هرب موسى؟ شرق؟ غرب؟ جنوب؟ هوّ تخفّى كما في الآية فما استطاع أحد التعرّف عليه و معرفة اتجاه هروبه..
أمّا اختفاؤه في سيناء فسيناء وقتها كانت مليانة بالعمران والطرق المرصوفة والموتوسيكلات والسيّارات والباصات رايحة جايّة و كاميرات المراقبة والتتبّع! لهذا اختفاؤه فيها كان مستحيلاً. أهذا ما تظنّون؟!
و وقتها سيناء وين كانت الغابات أو الصحارى ما حدا يعلم بدقّة! سيناء اليوم فيها أماكن قلاع حراسة أثريّة.. يعني كان فيها ماء و زرع حيث كانت القلاع..
ايش فيكم يا زلمة منّك له؟ واحد و هرب وما حدا يعرف بأي اتجاه راح وما في صور مطبوعة وشاشات و قنوات تليفزيونية تحذّر منه و تنشر صورته! كيف بدّكم النّاس تعرفه وتعرف وين راح و تبلّغ رجال فرعون عنّه؟! وإيه كان يستحقّ موسى في نظر فرعون إن فرعون يرسل وراه تجريدة تبحث عنه وتتبّعه و تقبض عليه؟! وما تنسى إنّه كان نشأ في قصر فرعون و زوجته يعني كان ليه محبّة و عشرة في قلب فرعون و زوجته وما كان يعرف إن هيدا اللي راح يقضي عليه وعلى ملكه.. وممكن زوجة فرعون تحايلت عليه إنّه يتركه يهرب وما يبعث حرّاس في أثره للقبض عليه.
وبعدين موسى عليه السلام ما راح يقعد في أفخم فندق في سيناء في طريق السيّاح و التجّار والشرطة رايحة جايّة.. هو اختفى في خيمة أو بيت في قلب الصحراء بينها وبين بئر الماء مسافة حيث يرعى صاحب الخيمة وبناته قطيعهما (غالباً كانت مهنتهم الرعي). يعني بين سكنهم (كهف أو خيمة أو بيت لبن) وبين البئر يمكن أميال و ما هم على الطريق الرئيسي للبشر والجيوش.. و طيّارات الدرون حق فرعون ما كانت تصل لسيناء.. كان عندهم مشكلة في الشحن وكان لازم تتشحن في القصر و كانت تطير في سماء منف فقط!
ما تفكّروا بزمنكما يا جماعة.. فكّروا بزمن موسى و فرعون و طبيعة الأرض والغابات والأشجار وقتها.. ما سمعتم عن التصحّر؟ بدّكم تقولوا إن من 3 آلاف عام مستحيل جبل الطور كان حوله حشائش و أشجار ومناطق رعي لأنّه اليوم صحراء؟ ما تظنّ إنّه كان عليه قليل من الشجر وبعد التصحّر قطعه النّاس من أجل النّار على مدار آلاف السنين وما بقى منّه شيء؟!