هوّه فين الدخان؟ - كان: اتخنقنا من الدخان؟ - بالنسبة لعطل الفيس وكشف حسابات الزائرين - انكشفت؟

من سمنّودي:
النّاس عمّالة تشتكي من حرائق كندا و الأمر وصل لدرجة طلب كندا المساعدة الدولية حسبما ادّعى البعض! حرائق إيه دي اللي أنا نفسي مش حاسس بيها ولا شايفلها أثر؟ السماء زرقاء وصافية و الهواء صحو و جميل في أوتاوا طوال الأيّام الماضية!  بس لاجل الحقيقة هوّه يوم الاثنين صباحاً (5 يونيو - ذكرى النكسة وبالنسبة لي هو ذكرى نكسة خاصّة بي لا يستوعبها إلّا بعض المتزوّجين المحظوطين جدّاً ) السماء كان فيها صفار خفيف جدّاً وليس كما في صور أمريكا و رائحة ثاني أكسيد كربون خفيفة في الهواء خارج المنزل (وليس داخله) وكانت أوّل مرّة أسمع عن الحرائق الجديدة في كيبيك المجاورة و أقصى شمال أونتاريو (أوتاوا بالنسبة لشمال أونتاريو مثل حلايب بالنسبة لاسكندرية يعني أبعد من أسوان) و أن ابنائي أخبروا والدتهم بالأمر قبلها بيوم أو يومين وأنا مش داري! و الخرائط التفاعليّة اللحظيةّ لوضع الحرائق في كيبيك لا تعمل وخالية تقريباً عدا خريطة تحسّ إنّها معمولة على جهاز كومودور 64 من بتوع الثمانينات! حاجة كده زي الـ شاشة 320x200  16 color بتاعة كارت الـ CGA بتاعة الكمبيوتر الإكس-تي في الثمانينات! و بالكاد يظهر عليها أي حرائق.. المهمّ أقسمت على الله كالعادة بأن "حوالينا لا علينا - بل بعيداً عنّا على الكافرين والمشركين والملحدين وأعداء الله".. لم أفتح الباب أو أخرج ثانية ذلك النهار فلم أعلم متى اختفت رائحة الدخّان لكن على العصر كانت السماء صافية والرائحة غير موجودة عندما فتحت الباب مع العلم أنني لم أشعر بها داخل المنزل سوى بقدر طفيف جدّاً لدقائق قليلة كلّما فتح أحدهم الباب الخارجي للمرور منه فأدعو ثانية! الذي حدث أن الرياح اتجاهها من الشمال الغربي للجنوب الشرقي في اتجاه كيبيك (المحافظة المجاورة) و أمريكا و بالتّالي من يوم الإثنين لم نلاحظ أي اصفرار في السماء أو رائحة الدخان ثانية، بل والهواء عندنا كلّما خرجت أجده صحواً و منعشاً و يدفعك لفتح شبّاك السيّارة لاستنشاقه!  حتّى الحرائق التى على بعد مئات الكيلومترات في اتجاه الشمال الغربي من أوتاوا لا يصل دخّانها لنا في أوتاوا! زي ما يكون فيه حارس بيخلّيها تلفّ حول أوتاوا ولا تدخلها!

تلاحظون من الرابط في نهاية التعليق أن الدخان لا يقترب من أوتاوا بل يدور حولها (الصورة متحرّكة و تتغيّر من لحظة فتحك للرابط و حتّى غداً و التوقيت والتاريخ يظهر في أسفل يسار الصفحة!  الرابط يدّعي أنه على الإثنين 5 صباحاً سيبدأ  حسب التوقّعات الجويّة للرياح دخول قدر ضئيل من الدخان لأوتاوا لكن ثقتي بالله كبيرة كما أن الرقم حسب الألوان (أقلّ من 10 ميكروجرام في المتر المكعّب) يبدو أنّه رقم غير محسوس على الإطلاق.. كما أن هناك بعض الغيوم حالياً لو أسقطت أمطاراً لذهبت بهذا الجزء غير المحسوس من الدخّان! فقد حدث سقوط رذاذ مطر على فترات متباعدة في الأيّام الماضية وهذا ربّما ساهم في إبقاء الهواء نقيّاً و صحواً والسماء زرقاء عند اختفاء الغيوم!  تفتكروا الموضوع ده ليه؟  يعني مدينة نيويورك وما حولها ومحافظة كيبيك يختنقون من دخان الحرائق (على بعد مئات الكيلومترات من أوتاوا) بل ويتم إخلاء بعض المدن في كيبيك بينما نحن في منتصف الطريق مرحومين منها؟  ده حتّى أخي في نيويورك الذي لا يتواصل معي سوى مرتين إلى خمس مرّات في العام اتّصل بي بسبب الدخان الذي يخنقهم في نيويورك! يعني ما سألشي عليّه ولا عيّد عليّه في العيد الماضي وافتكرني بسبب الدخان الكندي عشان خنقهم و مغرّق الأخبار و القنوات عندهم (ده غير الأكبر في ولاية أخرى جنوباً على بعد 1000 كم تقريباً الذي يؤمن بكل الأنبياء والرسل و لكن فيما يختص بظهور اسمي و اسم أبي (الذي هو أبيه) على الشمس أو كوني المهدي فهو بهذه النقطة بالذّات فهو كافر بل و رفض الإطّلاع على الصور والفيديوهات للشمس والقمر كي أوضّح له الحروف المتّصلة المكوّنة للإسم باللغة العربية الواضحة)!
النصف العلوي للصور هو حسب اليوم 6 صباحاً والنصف السفلي حسب غداً 5 صباحاً
النّاس اللي عمّالة تزمّر و تصرّخ في الميكروفونات على الفيس و غيره و تقول كندا بتتحرق ياريت ياخدوا بالهم أن أوتاوا في حفظ الله لا يمسّها شيئ! كما أن الحرائق ملأت كندا العام الماضي و أيضاً لم يحدث شيء في حدود دائرة نصف قطرها 300كم من أوتاوا رغم الجفاف والحرّ!  وتذكّروا: "وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم"!

ملحوظة: وحدة PM2.5  في الصورة هي الجزيئات في الهواء التى يكون حجمها 2.5 ميكروميتر أو أقلّ لأنّها تستطيع تجاوز جدران الرئة والوصول للدم وهنا يكمن الخطر..  كما في الصورة أعلاه فحتّى عندما يصل الدخان أوتاوا (إن وصل) فستكون القيمة محصورة بين 1 و10 ميكروجرام للمتر المكعّب و لا تبدأ الخطورة إلّا عند التعرّض المزمن لـ 12 ميكروجرام في المتر المكعّب مع ارتفاعات مفاجئة تصل لـ 35 ميكروجرام في المتر المكعّب (تماما كما يصفور سرعة الرياح بـ 12 كم\ساعة مع تقلّبات قصيرة تصل لـ 35 كم\ساعة)

من سمنّودي: واضح أن اللون الأصفر الفاتح في الصورة في التعليق السابق (من أمس) لا معنى له.. فالهواء حولنا رائحته طبيعة كما أن هناك بعض الغيوم والصورة معتمدة على الأقمار الصناعية و طبقات الجو بالكامل. أي أن الدخان قد يكون متواجد لكن ارتفع بسبب حرارته قبل أن يصل إلينا إلى طبقات الجوّ العليا فوق السحاب لهذا يظهر في صور الأقمار الصناعيّة في التعليق السابق ولا يظهر تأثير له في لون السماء.. و الغيوم التى تغطّي أوتاوا اليوم بالكامل طبيعيّة اللون.  أي أنه رغم ما يبدو من صور الأقمار الصناعية فالهواء جودته عالية في أوتاوا كما يظهر في الرابط التالي من الصورة الملتقطة اليوم حيث معيار الهواء أزرق من الدرجة الثالثة أي ما زال آمن غالباً لمرضى الصدر والربو ولا يوجد موانع من الخروج والاستمتاع بالحدائق! بل وحسب التوقّعات فالجودة غداً الثلاثاء صباحاً ستكون أعلى بإذن الله (2 أي أن المخاطر أقلّ)

من جرندايزر وسمنّودي:
بالنسبة للناس الحمقاء البارانويد التى تنشر صور و فيديوهات هليكوبتر عسكريّة كنديّة تتعمّد إشعال النار في أشجار الغابات فالرد عليه سهل وبسيط أن هذه من طرق إطفاء حرائق الغابات الضخمة التى يصعب السيطرة عليها بالرجال وسيّارات الإطفاء المتوافرة.. فلو لم يتم حرق تلك الأشجار في يومها و استغلال اتجاه الرياح (التى تدفع الحريق المفتعل للاتجاه نحو الحريق الأصلي والتلاقي معه) لاحترقت تلك الأشجار بعد عدّة أيّام ربّما بمعدّل أبطأ ولكن كانت ستحترق  و تمتد للأشجار المجاورة لها ويمتد الحريق لمساحات أكبر خصوصاً  أن الرياح لا تبقى على اتجاه واحد في نفس المكان لفترة طويلة بل تتغيّر من يوم لآخر أو كل بضعة أيّام..
يُلاحظ من الفيديوهات أن النيران (الجاز المشتعل) الساقطة من الهليكوبتر كانت في اتجاه يبتعد عن الطريق الأسفلت  الفاصل بين الأشجار التى يتم إحراقها و الأشجار الأخرى وهذا هو اتجاه الرياح يومها في تلك المنطقة..
ما يحدث هو إطفاء الحريق بالحريق!  نعم: إذا كان عندك حريق غابات ضخم يتحرّك مثلاً من الشمال للجنوب بسرعة بطيئة و عندك في منطقة في الجنوب رياح تتجه نحو الشمال في اتجاه الحريق الأصلي، فبدلاً من أن يستمر الحريق الأصلي في الاتجاه نحو الجنوب للأبد بسرعة بطيئة يتم التضحية ببعض المساحات و إشعال حريق عمدي مفتعل في الجنوب من الحريق الأصلي تدفعه الرياح للاتجاه نحو الشمال (نحو الحريق الأصلي) فيتلاقى الحريقان و تنطفئ النّار بعد التقائهما لعدم وجود أشجار أو مساحات قابلة للحريق! ويكون مكان اختيار بدء الحريق المُفتعل مدروس بعناية حسب اتجاه الرياح وبحيث يكون معزولاً بطريق أو نهر يمنع امتداد الحريق بالحرارة عكس اتجاه الرياح. كما أن الحريق المفتعل يستهلك الأكسجين في الرياح المتجهة نحو الحريق الأصلي وهذا يُساعد على تخفيف نيران الحريق الأصلي والسيطرة عليها بشكل أسهل وربّما إطفاؤها بقطع الأكسجين اللازم للاحتراق عن أشجار الحريق الأصلي، ويكون كل المطلوب هو محاصرة الحريق الأصلي من الجانبين فقط ومنعه من الامتداد للشرق والغرب (سواء بالمياه أو قطع الأشجار والذي لا يكفي عادة لأن قطع الأشجار مجهود بطيء يأخذ وقت طويل ويترك أعشاب و جذور ما زالت قابلة للاحتراق و يجب نقل الأشجار المقطوعة بسرعة وهذا قد يكون غير متوافر). الإتجاهات المذكورة للأمثلة فقط و الإتجاهات الفعليّة قد تختلف حسب اتجاهات الرياح و جغرافيّة المكان.