"مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ

إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْياً فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ.

و بين معراج الروح صعودا و منازل الجسد و الطين هبوطا، تتذبذب النفس منذ ولادتها،

و متى يبلغ الإنسان هذه المشاكلة و المضاهاة بين حقيقته و فعله فإنه يستقر

و معنى هذا أن النفس الإنسانية أو (( الأنا )).. هي شيء غير الجسد.. و هي ليست شيئا معلوما بل هي سر و حقيقة مكنونة

و ما الجسد و الروح إلا الكون الفسيح الذي تتحرك فيه تلك النفس علواً و هبوطاً بحثاً عن المنزلة التي تشاكلها و تضاهيها

إن هناك عدالة عميقة كامنة في هذا المصير.. ناراً أبدية أم جنة.. إن كل نفس بينها و بين ذلك المصير النهائي مشاكلة تامة، و مضاهاة و ائتلاف في الحقائق.

وبينهما يعيش الإنسان

ماهية الروح ..... وبذلك يصير الإنسان ذاتا مُستقلة أو شخصا مُكونا من جسد وروح. وهذه الذات ...

لذلك فإن الذهن يجب أن يـُـــجدد ويــــُـــــــــعاد برمجته

لا تسلك بالجسد وإلا ستموت. نعم يقول الكتاب أن الذين يسلكون بالجسد أي بالحواس الخمسة سيموتون ، لماذا؟

" رومية 8: 5 - 11 : (5)فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ يسلكون بالْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ بِأُمُورِ الْجَسَدِ، وَالَّذِينَ هُمْ يسلكون بالرُّوحِ يَهْتَمُّونَ بِأُمُورِ الرُّوحِ. (6)فَاهْتِمَامُ الْجَسَدِ (اليوناني الحواس الخمسة) هُوَ مَوْتٌ؛ وَأَمَّا اهْتِمَامُ الرُّوحِ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ....

أسكت صوت خواطرك ورغباتك ثم تخطى نفسك وعلمك وعملك وحظك وجاهك وكل متعلقات هذه النفس وأطماعها .. ثم تجاوز هذا كله فتصل إلى الراحة وإلى السكون المطلق وإلى الفراغ وإلى الصفر ..

و ذلك هو حقيقة كل شئ ، فأنت الآن تلامس جوهر الوجود وأنت تلامس حقيقة جميع الموجودات

وأنت الآن قد أصبحت ذلك الفراغ الملئ ، فأنت الآن كل هؤلاء .. وهم جميعا أنت .. أنت الصفر واللانهاية .. وأنت الآن أدركت وعرفت فالزم ،

كيف يكون الصفر هو الحقيقة ، وكيف يكون الفناء هو الغاية ؟

وإنما نفسك في إطلاقها وتجردها وشمولها محيطة متحدة متوحدة مع الكل

حيث أنا الصدر لمن يموت
وحيث أنا الذراع لمن يقتل
وحيث أنا القاتل و القتيل والسكين
وحيث أنا كل شئ حتى الموت نفسه

وفي كل معبد كاهن خاص يلجأ إليه المواطنون ليقرأ لهم طالعهم

ولا نفهم ما هو الروح المقصود؟

وإنك في وجوههم، ولكن مسارك مجهول.
عندما تغرب تحت الأفق الغربي يبقى العالم في ظلام، في حالة كالموت ،
النائمون في بيوتهم يكسون أنفسهم بالغطاء، ولا ترى عين عينا أخرى،
إذا سرقت أمتعتهم من تحت رؤوسهم، لا يشعرون،
ويخرج كل وحش من مكمنه، والثعابين تعض.

إنك فريد عندما تشرق،

وفي تعريفهم لذات الإنسان خلطوا بين جسده ونفسه ولم يميّزوا الواحد عن الآخر،

وفي المعنى الربع للنفس يظهر خلودها. فهي كالروح تُفتدى (مزمور 71: 23). وتخلّص (يعقوب 5: 20) ولا تباد عند الموت،

ولكن النيل الحقيقي يأتي من عالم الخفاء إلى مصر.

فَكَمُلَ كُلُّ عَمَلِ مَسْكَنِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.

هذَا هُوَ الْمَحْسُوبُ لِلْمَسْكَنِ، مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ الَّذِي حُسِبَ بِمُوجَبِ أَمْرِ مُوسَى