من سمنّوديأنت تتكلّم عن أجزاء من الثانية وليس 11 دقيقة (راجع نهاية التعليق).. 11 دقيقة هو زمن وصول الصواريخ الباليستيّة الحديثة من روسيا لأمريكا وليس زمن التفجير..أفغانستان مجاورة للاتحاد السوفيتي (قبل تفكّكه) و استخدام النووي ضدّها كان سيعود بالضرر عليه. كما أن النووي بسبب جغرافية أفغانستان الجبلية كان تأثيره سيكون ضعيفاً على المقاومة الأفغانية المختبئة داخل كهوف الجبال (لكن "أم القنابل" التى تم تطويرها بعدها بسنوات تغلّبت على تلك المشكلة).. مسرح العمليّات السوفيتيّة في أفغانستان معظمه جبال صخريّة.. و استخدام النووي في مكان يمنع الاستفادة منه لخمسين سنة على الأقلّ.. النووي يصلح فوق المدن والأماكن المفتوحة لتهديد المدن الرئيسيّة و عواصم الدول.. الحلّ كان في أم القنابل التى استخدمها الأمريكان و هي قنبلة ضخمة جدّاً في حجم شاحنة ضخمة أو تانك غاز سائل ضخم و تحتاج لطائرات ضخمة لإلقائها و هذه لن تنجو من وسائل الدفاع الجوّي الحديثة لهذا لم نرى لها استخداماً ملحوظاً في أوكرانيا..
التفجير النووي (كي يكون أوسع مدى وتاثيراً) لا يتم عند سطح الأرض بل فوقها بحوالي كيلومتر (حوالي 900 متراً و أظنّ هذا ما حدث في اليابان).. و الحفرة التى تتكوّن أسفله تكون كبيرة جدّاً بحيث لا يمكن ملاحظتها سوى من ارتفاع كبير وبعيد و قياسات (تقعّر و تضاغط في الأرض عند مركز الانفجار) لأن قوّة الانفجار تدفع الرياح المدمّرة في الاتجاه الأسهل أي بمحاذاة سطح الأرض لتدمير المباني. الأثر الأوضح هو الدمار الكامل لجميع المباني عند مركز الانفجار لأن قوّة الضغط تسوّيها بالأرض.. و التدمير لا ينشأ فقط عن الموجة الضاغطة الأولى بل يتلوها موجة عكسيّة ناشئة عن التفريغ الشديد للهواء الذي يُحدثه الانفجار الأساسي لهذا ترى في الأفلام الأشجار و المباني البعيدة تنحني بعيداً عن مركز الانفجار ثم تعود ثانية في اتجاهه..هاتان الموجتان بينهما ثوان. هناك أفلام كثيرة تكشف هذه الأحداث و تسلسلها الزمني..
بعد اكتشاف أضرار التفجيرات النووية طويلة المدى (لسنوات وعقود وبعضها لمئات السنين) تم الاتفاق بين جميع الدول النووية على حظر التجارب النووية في الجوّ و الفضاء و أعماق البحار.. لهذا لا ترى صور و فيديوهات حديثة لها (سوى تأثير التجارب النووية للهند وباكستان في باطن الأرض على سطح الأرض).. وبعد سنوات تم حظرها أيضاً في باطن الأرض بعد أن اكتفت الدول النووية الكبرى بما أجرته من تجارب و أبحاث.. و فقط كوريا الشمالية والهند وباكستان خالفوا تلك المعاهدة لدخولهم المتأخّر.. كما تم تفعيل نظام إنذار مبكّر و إخطار مبكّر بالتراضي عن اختبارات الصواريخ كي لا تعتبرها الأجهزة الآلية صواريخ هجوميّة و يكون اتجاه الاختبار عادة بعيداً عن الدول الأخرى (فوق المحيط الهادي عادة). وكل إطلاقات صواريخ الفضاء تكون معلنة مسبقاً و من قواعد معروفة قريبة من خط الاستواء..
قنابل هيروشيما ونجازاكي مجرّد لعبة بمب أطفال و مسدّسات ماء مقارنة بالقنابل الحالية التى لم يتم تجربتها عمليّاً في الحروب بعد (فقط في الجزر البعيدة والصحراء و باطن الأرض و المحيطات في الخمسينات والستّينات).. وعند استخدامها لن يتواجد أحد ليصوّر النتائج لأن الردّ سيكون فوري و متبادل ولن ينتظر أو يتقبّل أحد اعتذارات أو تعويضات أو تبريرات.. بمجرّد ملاحظة انطلاق صواريخ نووية من إحدى الدول ستُطلق باقي الدول صواريخها على الجميع لأن لا أحد سينتظر ليتأكّد إذا كان هو المستهدف أم غيره! الردع النووي يأتي من التأكيد الكامل للتدمير المتبادل.. متى بدأ لن ينجو منه أحد.. أي تأكّد أنني سأمحيك من الوجود إن أنت حاولت محوي من الوجود.. و اختصاره بالإنجليزيّة هو نفس حروف كلمة مجنون!
MAD: Mutually Assured Destruction
فيديوهات و تقارير مرضى الإشعاع النووي و شهادات الناجين الأحياء بعد هيروشيما ونجازاكي شاهدت منها الكثير خصوصاً منذ مجيئي لكندا.. و هي حقيقة تاريخيّة واقعة.. هذه ليست أمراض من تفجيرات عاديّة..
النووي التكتيكي رغم صغر حجمه لكن له نفس الآثار بعيدة المدى في منطقة التفجير و سيجعلها غير قابلة للزراعة أو الاستغلال و سيجعلها منطقة محرّمة على البشر لعقود، لهذا الكل بلا استثناء متخوّف من استخدامها طالما يمكن الاستمرار بالمتفجّرات العادية والوسائل التقليديّة.. لهذا لن يتجرّأ سوى نرجسي مجنون فشل في تحقيق أحلامه على استخدام القنابل التكتيكيّة (عندك النتن كمثال!)..
رغم عدم اهتمامي بالموضوع.. لكن الانشطار النووي متسلسل بشكل متضاعف (كل ذرّة تنقسم تشطر ذرتين مجاورتين لها إن كانتا قريبتان بما فيه الكفاية و بهما طاقة كافية و اصطدم النيوترون بهما وهكذا).. و كي يتم بشكل تسلسلي لا بد من ضغط المادة النووية التى يجب أن تتجاوز كتلتها الكتلة الحرجة (الحد الأدنى اللازم لاستمرار الانشطار المتسلسل بسرعة كافية) ضغطاً شديداً بتأثير مادة شديدة الانفجار لا يتم كشف مكوّناتها للعامة أمثالنا.. ولو شاهدت الفيديوهات الشارحة ستجد أن كتلة القنبلة تكون مقسّمة لأقسام كثيرة في حجرات صغيرة معزولة عن بعضها بجوارها كتلة شديدة الانفجار وتحيطها مادة ماصّة للنيوترونات (عنصر يمتص النيوترونات بدون أن ينشطر منتجاً نيوترونات أخرى).. عند التفجير يتم فتح الحاجز بين تلك الغرف أوّلاً مع تفجير المادة شديدة الانفجار التى تدفع القطع النووية للتصادم عند المركز بقوّة شديدة و حرارة شديدة كما يحدث للوقود في محرّكات الاحتراق الداخلي.. المعدّل الطبيعي لخروج النيوترونات لكتلة صغيرة وحدها لا يكفي لبدء انشطار متسلسل يؤدّي للانفجار النووي.. لكن يبدأ الانشطار المتسلسل عند تلاصق الكتلة النووية بأكملها تحت هذا الضغط و الانفجار العالي مع سحب المادة الماصّة للنيوترونات (
ربّما يؤدّي الانفجار الأوّلي لفصلها بشكل أو بآخر أو بسبب مجال كهرومغناطيسي قوي خصوصاً أن فيديوهات القنبلة الأولى الحقيقيّة كانت مليئة بمئات الكابلات الكهربائيّة و البطّاريّات المتصلة بها، و التى خوفاً من انفجارها داخل القاعدة أثناء الإقلاع قاموا بفصلها و أتم أحد العلماء المهندسين توصيلها أثناء الطيران إلى هيروشيما و نجازاكي). بعض الذرّات تنشطر تلقائيّاً بالمعدّل الطبيعي لكن النيوترون يخرج ليصطدم بذرّة أخرى لكن يتسبب في انشطارها بمعدّل أسرع وهكذا يتسارع الانشطار حتى لحظة انفجار القنبلة بالكامل مثل الانهيارات الثلجية الضخمة التى تبدأ بكرة من الثلج أو صوت طلقة رصاصة).. أمّا كم ثانية أو كم دقيقة يحتاج هذا الانشطار المتسلسل للوصول للتفجير الشديد فهذا ليس في معلوماتي.. و أظنّ الأمر له صلة بوجود مادة ثابتة لا تنشطر وحدها لكن إذا اصطدم بها نيوترون و شطرها ينتج عنها عدّة نيوترونات دفعة واحدة، وهذه المادّة من الأسرار التى لا يتم كشفها للنّاس و يحظر تصديرها (قد تكون غالباً من العناصر النادرة صعبة الاستخلاص)..
التفاصيل و الأسرار الكاملة للعمليّة معقّدة وليست عندي وليست في مجال عملي ولكنّها مجرّد معلومات و فيديوهات تعليمية متاحة للجميع صادفتها على مدار العقود.. ويكفيك أن تتوقّع أن مجرّد البحث عنها سيؤدّي لوصول ألف من القوّات الخاصّة داخل حجرة نومك!
عثرت لك على هذا الرابط الذي يشرح أجزاء النانو الثانية الأولى: الموضوع لا يستغرق دقائق كما قلت، بل حوالي 810 نانو ثانية (أقل من 1 من مليون من الثانية) ليكتمل الانشطار و لتخرج الطاقة الحرارية والإشعاعيّة المدمّرة.. الوقت الذي يستغرقه ما بعد ذلك هو انصهار الغرفة الحديديّة المحتوية لأجزاء القنبلة و تبخّرها و تسخين الهواء المحيط بالقنبلة ليتحوّل لموجة ارتجاجيّة عنيفة تدمّر كل شيء.. من يموتون فوراً بالإشعاع (يتبخّرون فعليّاً في جزء من الثانية وهذا لمن هم في الهواء الطلق قرب مركز الانفجار وليس من في داخل المباني الخرسانية أو تحت الأرض) يموتون قبل أن تصلهم الموجة التدميرية للهواء المحيط بمركز الانفجار..
أنت تتكلّم عن أجزاء من الثانية وليس 11 دقيقة.. 11 دقيقة هو زمن وصول الصواريخ الباليستيّة الحديثة من روسيا لأمريكا وليس زمن الانفجار الانشطاري..أيضاً: فعليّاً تلك الرؤوس النووية لها عمر افتراضي وينبغي تجديد المادة بداخلها كل بضعة عقود لأنّها تضمحل تدريجيّاً و تقلّ فاعليّتها ودرجة تركيزها على مدار السنوات بالانحلال الإشعاعي الطبيعي.. وكان هناك أخبار متداولة عن بدء عمليّات التجديد و الإحلال لتلك الصواريخ و القنابل..